الجمعة، 25 أبريل 2014

حديث الأسى لأمير الشعراء دكتور علاء جانب



حديث الأسى

للآن من عينيك ما شبع الأسى ..
فـ "لعلَّ" خائنةٌ .. وخائنة " عسى" !!

بالحُلْمِ .. تقتُلُك المدينةُ غيلةً ..
لو همَّ صدْرُ المَوجِ أن يتـنفَّسا

إن لذتُ بالحرفِ الصَّدوقِ أبثُّهُ
شكوايَ .. خلَّاني .. وأطرق مُبْلِساً

أو عُذْتُ بالوطَنِ الجَريحِ .. تَكَسَّـرتْ
فِـــيَّ المَرايا .. والشُّعاعُ تَقَــــوَّسَــا

يا ناي ُ مشْروخٌ أنِينُكَ .. نِصْـفـُــهُ..
صَمْتٌ .. ونِصْفٌ يتَّقِي المُتَجَسِّسا

مرَّتْ بكَ السَّنَواتُ .. أثْقــلَ مِنْ رَحَا ..
أرأيتَ كالحَجَريْنِ .. أعْمَى .. أَخْرَسا؟!!

شَعْبِي.. سُلَيْمانُ الحكيمُ .. تآكلت ..
منه العصا .. فَعَصا المُطِيعُ.. تغَطْرُسا

إن قامَ ينْهَضُ .. أثْقَــلَــتْهُ هُمُومُهُ ..
ليخرَّ فوقَ أنِيــــنِــه .. مُسْتَــيئسا..

الريحُ تدفَعُــــه لأبْعَـــدِ نَكْـــسَةٍ ...
والأرضُ تلعَنُ حَلــــقه المُـتَـيَـبِّـسا

موسى .. يئنُّ الشَّعْبُ في تَابُوتِــه
من فوقِ نهر لا اسْتَمَرَّ .. ولا رَسَا

سَقَطَ الرَّبِيعيونَ من أوراقه ..
سهواً .. فعاد من الحقيقة مُفْـلساً

هل كان آخرَ أمنيات ينايــــر ٍ ..
أنْ يصبحَ " الإخوانُ" أمْكَنَ مَجْلِسًا ؟!

أو أن نعودَ القَهْقَرَى .. نَبْكِي عَلَى ..
زَمَنٍ نَرى الفِرْعونَ فِيهِ مُقــدَّسا..

أو أن يكون دمُ الشَّهيد .. روايةً
ثكْلَى .. تكفكف دمعها .. المُتَحَمِّسا

تبَّت يـــدُ التَّخريفِ ... إنَّ حماقةً ..
أن يستحيل الياسمين مسدسا؟!!
**
عدنا شراذم .. في غيابة رحلة ..
لم ألق إلا الدمع فيها مؤنسا ..

الشعب .. ضد الشعب .. أية ثورة ..
صار الضلال لها أبا ومهندسا ؟!!

كلٌّ يخبئ خنجرا .. في ظهره ..
والنفس تقطر ريبة .. وتوجسا ..

تعـــب الـــدم المصري .. يا تجَّاره ..
وغدتْ بلادُ الحبِّ .. أضيقَ مَحْبسا ..

الأرض ملَّتنا .. وعافتنا السما..
وغدا شعاع الشمس أبردَ مَلْمَسًا

هي ردَّةُ في الحبِّ .. مَنْ صِــدِّيقُها ..
ليعيدَنا للحب .. أرحبَ أنــفــــسا؟!!

هل مِنْ أبي بكر ٍ .. فيشفيَ جرحها ..
أو يجعل الأرض العليلة سندسا..

يا معشر الحكام ... إن بيوتنا ..
خربت .. وأورق في جوانبها الأسى ...

 الشاعر علاء جانب ..
فيصل في 3/ 3/2014م

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق