الجمعة، 21 يونيو 2013

حوار الاطلال للشاعر على السيد


حوار الاطلال

وتنطق البيوت وتتكلم الازقة
وتجود بما لم يجود به الانسان
 
وتحكى فى الظلمات عن حسرتها
وتروى اقاصيص الابطال الشجعان
 
وتصيح بقايا اطلال شاهدة للبشر 
وترسم بالاحجار الرخاء والهوان
 
فيتكلم الجدار الى الجدار ساخطا
فى زمن تحطمت فيه للخير كل الجدران
 
فيروون فى صمت عن عشق ضاع
حامله وغدا مع الايام فى النسيان
 
ويغضبون من البشر فى تجهمهم
وفى تجريدهم للحياء فى كل اوان
 
فيصرخون  بابن ادم بنصح
كيف تريد الخير ولا تدرى له العنوان
 
فما اعجبك ما اغربك عندما
تبحث عن الانسانية فى الا انسان
 
فاعلم يا انسان ان اطلالنا شاهدة
وستبقى لتخبر عنك فى كل زمان
 
ستخبرهم بأننا كنا من عمل يدك
فصرنا اطلالا بيدك وبسوء الاتيان
 
واردت ان تعيد امجادك مشيدا
ولكنك مثل كل حين اسأت البنيان
 
فاعلم برغم تخريبك  وبرغم تدميرك
سنبقى عنوانك وسبيلك للامان
 
 
سنحويك يا انسان فى ضعفك
فلهذا كنا وهكذا العهد يصان
 
وسندفن فى ليالي الدجى حزننا
لنحوى فى اكنافنا بقايا ولهان
 
وسنظلل عليك فى الرمضاء
ونسترك من كل العيون والاذان
 
ولكن كيف سنحويك ونحن
محض اطلال فبيدك كل شئ كان
 
فهكذا نحن بيدك كنا وبيدك دمرنا
فاصنع للغد امل لا تأكله النيران
 
فهذا حوار الاطلال فمتى تدرك
ان للاطلال حكمة من بعدها لن تهان

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق