حوار الاطلال
وتنطق البيوت وتتكلم الازقة
وتجود بما لم يجود به الانسان
وتحكى فى الظلمات عن حسرتها
وتروى اقاصيص الابطال الشجعان
وتصيح بقايا اطلال شاهدة للبشر
وترسم بالاحجار الرخاء والهوان
فيتكلم الجدار الى الجدار ساخطا
فى زمن تحطمت فيه للخير كل الجدران
فيروون فى صمت عن عشق ضاع
حامله وغدا مع الايام فى النسيان
ويغضبون من البشر فى تجهمهم
وفى تجريدهم للحياء فى كل اوان
فيصرخون بابن ادم بنصح
كيف تريد الخير ولا تدرى له العنوان
فما اعجبك ما اغربك عندما
تبحث عن الانسانية فى الا انسان
فاعلم يا انسان ان اطلالنا شاهدة
وستبقى لتخبر عنك فى كل زمان
ستخبرهم بأننا كنا من عمل يدك
فصرنا اطلالا بيدك وبسوء الاتيان
واردت ان تعيد امجادك مشيدا
ولكنك مثل كل حين اسأت البنيان
فاعلم برغم تخريبك وبرغم تدميرك
سنبقى عنوانك وسبيلك للامان
سنحويك يا انسان فى ضعفك
فلهذا كنا وهكذا العهد يصان
وسندفن فى ليالي الدجى حزننا
لنحوى فى اكنافنا بقايا ولهان
وسنظلل عليك فى الرمضاء
ونسترك من كل العيون والاذان
ولكن كيف سنحويك ونحن
محض اطلال فبيدك كل شئ كان
فهكذا نحن بيدك كنا وبيدك دمرنا
فاصنع للغد امل لا تأكله النيران
فهذا حوار الاطلال فمتى تدرك
ان للاطلال حكمة من بعدها لن تهان

ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق